فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ لَا ضَيۡرَۖ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} (50)

{ قَالُوا : لَا ضَيْرَ } أي لا ضرر علينا فيما يلحقنا من عقاب الدنيا ، فإن ذلك يزول ، ولا بد من الانقلاب بعده إلى ربنا ، فيعطينا من النعيم الدائم ما لا يحد ولا يوصف . قال الهروي : لا ضير ولا ضرر ولا ضر ، بمعنى واحد ، قال الجوهري : ضاره يضوره ويضيره ضيرا وضورا أي ضره ، قال الكسائي سمعت بعضهم يقول لا ينفعني ذلك ولا يضورني ، قال أبو زيد : لا يضيرنا الذي تقول وإن صنعت بنا وصلبتنا .

{ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } أي راجعون ، وهو مجازينا لصبرنا على عقوبتك إيانا ، وثباتنا على توحيده ، والبراءة من الكفر قاله أبو زيد ، تعليل لعدم الضير أي لا ضير في ذلك ، بل لنا فيه نفع عظيم ، لما يحصل لنا في الصبر عليه لوجه الله تعالى من تكفير الخطايا والثواب العظيم ، أو لا ضير علينا فيما تتوعدنا به من القتل ، إذ لا بد لنا من الانقلاب إلى ربنا بسبب من أسباب الموت ، والقتل أهونها وأرجاها .