فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ} (56)

{ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } أي خائفون من شرهم ، وقرئ ( حذرون ) قال الفراء الحاذر الذي يحذرك الآن ، والحذر المخلوق كذلك ، أي مجبولا على الحذر لا تلقاه إلا حذرا وقال الزجاج الحاذر المستعد ، والحذر المتيقظ ، وبه قال الكسائي ، والمبرد ، وذهب أبو عبيدة إلى أن معنى ( حاذرون ) و ( حذرون ) واحد . وهو قول سيبويه أي وإنا لجمع من عادتنا الحذر ، واستعمال الحزم في الأمور . أشار أولا إلى عدم ما يمنع إتباعهم من شوكتهم ، ثم إلى تحقق ما يدعو إليه من فرط عدوانهم ووجوب التيقظ في شأنهم ، حثا عليه . أو اعتذر بذلك إلى أهل المدائن كيلا يظن به ما يكسر سلطانه قاله البيضاوي .