فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مِن شَيۡءٖۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (42)

{ إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء } ما استفهامية ، أو نافية أو موصولة ، ومن للتبيين ، أو مزيدة للتأكيد . وقيل : التقدير قل للكافرين إن الله يعلم أي شيء تدعون من دونه من إنس وجن وملك وحبر ، وراهب وغير ذلك ، وجزم أبو علي الفارسي بأنها استفهامية ، وعلى تقدير النفي كأنه قيل : يعلم أنكم لا تدعون من دونه من شيء يعني ما تدعونه ليس بشيء وهذا تأكيد للمثل وزيادة عليه ، وعلى تقدير الموصولة : إن الله يعلم الذين تدعونهم من دونه ، وهذا أظهر الأوجه فيها ، كما قال الكرخي ويجوز أن تكون ( ما ) مصدرية و ( من شيء ) عبارة عن المصدر ، وقرئ يدعون بالتحتية لذكر الأمم قبل هذه الآية وقرئ بالفوقية على الخطاب .

{ وهو العزيز } الغالب المصدر أفعاله على غاية الإحكام والإتقان ، وفيه تجهيل لهم حيث عبدوا جمادا وحيوانا لا علم له ، ولا قدرة ، وتركوا عبادة القادر القاهر على كل شيء { الحكيم } الذي لا يفعل كل شيء إلا بحكمة وتدبير .