{ ألم تر أن الفلك } أي : السفن والمراكب { تجري في البحر بنعمة الله } أي بلطفه بكم ، ورحمته لكم ، أو بالريح لأنها من نعم الله تعالى ، وذلك من أعظم نعمه عليكم ، لأنها تخلصكم من الغرق عند أسفاركم في البحر لطلب الرزق ، وقرئ بنعمات الله جمع نعمة ، والباء للصلة ، أو للحال { ليريكم من آياته } من للتبعيض ، أي بعض آياته ، قال يحيى بن سلام ، وهو جري السفن في البحر بالريح ، وقال ابن شجرة : المراد بقوله ، من آياته ما يشاهدونه من قدرة الله تعالى . قال النقاش : ما يرزقكم الله من البحر .
{ إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور } هذه الجملة تعليل لما قبلها أي : فيما ذكر لآيات عظيمة ، وعبرا فخيمة لكل من له صبر بليغ ، وشكر كثير ، يصبر عن معاصي الله ، ويشكر نعمه ، وهما صفتا المؤمن . فالإيمان نصفان نصفه شكر ، ونصفه صبر ، فكأنه قال : إن في ذلك لآيات لكل مؤمن حيث يبعث في نفسه التفكر في عدم غرقه ، وفي سيره إلى البلاد الشاسعة ، والأقطار البعيدة ، وفي كون سيره ذهابا وإيابا بريحين . وتارة بريح واحدة ، وفي إنجاء أبيه نوح عليه السلام ، ومن أراد الله تعالى من خلقه ، وإغراق غيرهم من جميع أهل الأرض ، وفي غير ذلك من شؤونه ، وأموره ، وصنائعه ، وأفعاله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.