فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

وقوله { جَنَّاتُ عَدْنٍ } مبتدأ وخبره { يَدْخُلُونَهَا } والضمير يعود إلى الأصناف الثلاثة فلا وجه لقصره على الصنف الأخير وقرئ : جنة بالإفراد وقرئ : جنات بالنصب على الاشتغال ، وقرئ : يدخلونها على البناء للمفعول { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } هو من حليت المرأة فهي حال ، وفيه إشارة إلى سرعة الدخول فإن في تحليتهم خارج الجنة تأخيرا للدخول ، فلما قال : يحلون فيها أشار إلى أن دخولهم على وجه السرعة .

{ مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } من الأولى تبعيضية ، والثانية بيانية أي يحلون بعض أساور كائنة من ذهب . والأساور جمع أسورة جمع سوار { وَلُؤْلُؤًا } منصوب بالعطف على محل من أساور ، وقرئ : بالجر عطفا على ذهب أي مرصعا بلؤلؤ أو يحلون أساورا ولؤلؤا وهو الأولى .

أخرج الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلا قول الله : ( جنات عدن يدخلونها ) الآية فقال : ( إن عليهم التيجان إن أدنى لؤلؤة لتضيء ما بين المشرق والمغرب ) . { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } لما فيه من اللذة والزينة ، وقد تقدم تفسير هذه الآية مستوفى في سورة الحج .