{ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ } هذا من تمام وعظ مؤمن آل فرعون ، ذكرهم قديم عتوهم على الأنبياء وقيل : إن هذا من قول موسى عليه السلام والأول أولى { مِنْ قَبْلُ } أي قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب ، في قول عمر إلى زمن موسى ، قاله المحلي ، أي عاش واستمر يوسف ابن يعقوب إلى زمن موسى الكليم ، قال سليمان الجمل : وهذا القول لم يقله غيره من المفسرين وإنما غاية ما وجد بعد التفتيش ما نقله الشهاب بقوله وفي بعض التواريخ أن وفاة يوسف قبل مولد موسى بأربع وستين سنة ، قال القاري : والصحيح أن المعمر هو فرعون موسى : أدرك يوسف وعاش إلى أن أرسل إليه موسى ، وعمره أربعمائة سنة وأربعين سنة انتهى . وقال السيوطي في التحبير : وعاش يوسف بن يعقوب مائة وعشرين سنة ، وبين يوسف وموسى أربعمائة سنة انتهى وقيل : هو فرعون آخر .
{ بِالْبَيِّنَاتِ } أي أنه جاءهم بالمعجزات الظاهرات والآيات الواضحات من قبل مجيء موسى إليهم ، أي جاء إلى آبائكم ، فجعل المجيء إلى الآباء مجيئا إلى الأبناء ، وقال ابن جرير : المراد بالبينات رؤيا يوسف ، وقيل : المراد بها قوله : { أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ؟ وقيل : المراد بيوسف يوسف بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب ، وكان أقام فيهم أي في القبط نبيا عشرين سنة ، وحكى النقاش عن الضحاك أن الله بعثه إليهم رسولا من الجن يقال له : يوسف قال الشوكاني رحمه الله : والأول أولى { فَمَا زِلْتُمْ } أي ما زال أسلافكم { فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ } من البينات ولم تؤمنوا به .
{ حَتَّى إِذَا هَلَكَ } يوسف { قُلْتُمْ } أي قال أسلافكم : { لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا } فكفروا به في حياته وكفروا بمن بعده من الرسل بعد موته ، وظنوا أن الله لا يجدد عليهم الحجة ، وإنما قالوا ذلك على سبيل التشهي والتمني من غير حجة ولا برهان ، ليكون لهم أساس في تكذيب الرسل الذين يأتون بعده ، وهذا ليس إقرار منهم برسالته ، بل هو ضم منهم على الشك في رسالته ، والتكذيب من بعده ، أفاده الخطيب والخازن .
{ كَذَلِكَ } الضلال الواضح { يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } في معاصي الله مستكثر منها أو مشرك { مُرْتَابٌ } في دين الله شاك في وحدانيته ووعده ووعيده ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.