{ لَا جَرَمَ } قد تقدم تفسير هذا في سورة هود وجرم فعل ماض بمعنى حق ، ولا الداخلة عليه لنفي ما ادعوه ، ورد ما زعموه ، وفاعل هذا الفعل هو قوله : { أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ } أي حق ووجب بطلان دعوته ، وما بمعنى الذي ؛ فكان حقها أن تكتب مفصولة من النون كما هو القاعدة ، لكنها رسمت في المصحف الإمام موصولة بالنون كما أشار له ابن الجزري { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ } قال الزجاج : معناه ليس له استجابة دعوة تنفع ؛ وقيل : ليس له دعوة توجب الألوهية { فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ } وقال الكلبي ليس له شفاعة { وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ } أي مرجعنا ومصيرنا إليه بالموت أولا وبالبعث آخرا فيجازي كل أحد بما يستحقه من خير وشر .
{ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ } أي المستكثرين من معاصي الله : قال قتادة وابن سيرين : يعني المشركين ، وقال مجاهد والشعبي هم السفهاء السفاكون للدماء بغير حقها ؛ وبه قال ابن مسعود ، وقال عكرمة الجبارون المتكبرون ، وقيل : هم الذين تعدوا حدود الله ، والمعنى حق أن المسرفين { هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } أي أهل جهنم
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.