فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

{ فاليوم لا يؤخذ منكم } أيها المنافقون { فدية } تفدون بها أنفسكم من النار ، وقيل : عوض وبدل ، وقيل : إيمان وتوبة والأول أولى { ولا من الذين كفروا } بالله ظاهرا وباطنا ، وإنما عطف الكافر على المنافق وإن كان المنافق كافرا في الحقيقة لأن المنافق أبطن الكفر والكافر أظهره فصار غير المنافق بهذا الاعتبار فحسن عطفه على المنافق { مأواكم } أي منزلكم الذي تأوون إليه .

{ النار هي مولاكم } أي هي أولى بكم ، والمولى في الأصل من يتولى مصالح الإنسان ، ثم استعمل فيمن يلازمه ، وقيل : مولاكم مكانكم عن قرب من الولاء ، وهو القرب ، أو المعنى ذات ولايتكم ، وهذا على أن المولى مصدر ، قيل إن الله يركب في النار الحياة والعقل فهي تتميز غيظا على الكفار ، وقيل : المعنى هي ناصركم ، على طريقة قول الشاعر .

تحية بينهم ضرب وجيع

والمعنى لا ناصر لكم إلا النار كما أن معنى البيت لا تحية لهم إلا الضرب ، على التهكم والمراد نفي الناصر ونفي التحية { وبئس المصير } الذي تصيرون إليه النار .