فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الحشر أربع وعشرون آية ، وهي مدنية ، قال القرطبي : في قول الجميع ، قال ابن عباس : نزلت بالمدينة وعن ابن الزبير مثله ، وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما " عن سعد بن جبير قال قلت لابن عباس : سورة الحشر قال : سورة النضير ، يعني أنها نزلت في بني النضير " ، كما صرح بذلك في بعض الروايات .

بسم الله الرحمن الرحيم :

{ سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ( 1 ) هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ( 2 ) ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ( 3 ) ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ( 4 ) } .

{ سبح لله ما في السموات وما في الأرض } أي نزهه ، فاللام مزيدة ، وفي الإتيان ب { ما } تغليب للأكثر ، { وهو العزيز الحكيم } في ملكه وصنعه .