{ وأن } بالفتح على تقدير { اتل } قاله الفراء والكسائي ، وقيل على تقدير الباء وقيل على تقدير اللام ، قاله الخليل وسيبويه كما في قوله سبحانه { وأن المساجد لله } وبالكسر استئناف { هذا } أي الذي ذكر في الآيات من الأوامر والنواهي ، قاله مقاتل ، وقيل الإشارة إلى ما ذكر في السورة فإنها بأسرها في إثبات التوحيد والنبوة وبيان الشريعة .
{ صراطي } وفي مصحف ابن مسعود وهذا صراط ربكم وفي مصحف أبي ربك ، والصراط الطريق وهو طريق دين الإسلام { مستقيما } مستويا لا اعوجاج فيه ، وقد تشعبت منه طرق فمن سلك الجادة نجا ، ومن خرج إلى تلك الطرق أفضت به إلى النار { فاتبعوه } أمرهم باتباع جملته وتفصيله .
{ ولا تتبعوا السبل } نهاهم عن ابتاع سائر السبل أي الأديان المتباينة طرقها والأهواء المضلة ، والبدع المختلدة { فتفرق بكم عن سبيله } أي فتميل بكم عن سبيل الله المستقيم الذي هو دين الإسلام ، قال ابن عطية : وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر أهل الملل وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام ، وهذه كلها عرضة للزلل ومظنة لسوء المعتقد .
قال قتادة : اعلموا أن السبيل سبيل واحد جماعة الهدى ومصيره الجنة ، وأن إبليس استبدع سبلا متفرقة جماعة الضلالة ومصيرها إلى النار .
وأخرج أحمد وابن حميد والبراز والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال : ( هذا سبيل الله مستقيما ، ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ هذه الآية ) {[725]} .
وقال ابن عباس : السبل الضلالات{[726]} وعنه هذه الآيات محكمات في جميع الكتب لم ينسخهن شيء وهن محرمات على بني آدم كلهم ، وهن أم الكتاب ، ومن عمل بهن دخل الجنة ومن تركهن دخل النار ، وقال ابن مسعود : من سره أن ينظر إلى الصحفية التي عليها خاتم محمد صلى الله عليه وسلم فليقرأ هؤلاء الآيات ، أخرجه الترمذي وحسنه .
{ ذلكم } أي ما تقدم ذكره { وصاكم } أكد عليكم الوصية { به لعلكم تتقون } ما نهاكم عنه من الطرق المختلفة والسبل المضلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.