{ و } اذكر إذ قيل لهم { اسألهم عن القرية } هذا سؤال تقريع وتوبيخ ، والمراد من سؤال القرية سؤال أهلها أي اسألهم عن هذا الحادث الذي حدث لهم فيها المخالف لما أمرهم الله به ، والأولى عدم تقدير المضاف كما سيأتي تحقيقه في سورة يوسف إن شاء الله تعالى .
وفي ضمن هذا السؤال فائدة جليلة وهي تعريف اليهود بأن ذلك مما يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن اطلاعه عليه لا يكون إلا يإخبار له من الله سبحانه فيكون دليلا صدقه .
واختلف أهل التفسير أي قرية هي ؟ فقيل : أيلة قاله علي وقيل : مدين ، وقيل : ايلياء ، وقيل قرية بين مصر المدينة والمغرب قاله ابن عباس ، وقيل : بين مدين والطور على شاطئ البحر ، وقال الزهري : هي طبرية الشام ، وقال وهب : هي ما بين مدين وعيوني ، وقيل قرية من قرى ساحل الشام .
{ التي كانت حاضرة البحر } أي التي كانت بقرب بحر القلزم يقال : كنت بحضرة الدار أي بقربها ، والمعنى سل يا محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء اليهود الموجودين الذين هم جيرانك عن قصة أهل القرية المذكورة { إذ يعدون } أي يتجاوزون حدود الله بالصيد ، وقرئ بتشديد الدال من الأعداد للآلة { في } يوم { السبت } الذي نهوا عن الاصطياد فيه ، والسبت هو اليوم سبتهم ، والجمع أسبت وسبوت وأسبات .
{ إذ تأتيهم حيتانهم } جمع حوت وأضيفت إليهم لمزيد اختصاص لهم بما كان منها على هذه الصفة من الإتيان { يوم سبتهم } دون ما عداه قال الضحاك : تأتيهم متتابعة يتبع بعضها بعضا { شرعا } جمع شارع أي : ظاهرة على الماء قريبا من الساحل ، وقيل : رافعة رؤوسها ، وقيل : إنها كانت تشرع على أبوابها كالكباش البيض ، قال في الكشاف يقال شرع علينا فلان إذا دنا وأشرف علينا وشرعت على فلان في بيته فرأيته يفعل كذا انتهى .
{ ويوم لا يسبتون } أي لا يفعلون ولا يراعون أمر السبت وذلك عند خروج يوم السبت ، والمعنى لا سبت ولا مراعاة { لا تأتيهم } الحيتان كما كانت تأتيهم في يوم السبت { كذلك } أي مثل ذلك البلاء العظيم والاختبار الشديد { نبلوهم بما كانوا يفسقون } أي بسبب فسقهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.