{ واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة } بتوفيقنا للأعمال الصالحة أو تفضل علينا بإفاضة النعم من الحياة الطيبة والعافية وسعة الرزق { و } اكتب لنا { في الآخرة } الجنة بما تجازينا به أو بما تفضل به علينا من النعيم في الآخرة { إنا هدنا } تعليل لما قبلها من سؤال المغفرة والرحمة والحسنة في الدنيا وفي الآخرة أي إنا تبنا { إليك } ورجعنا عن الغواية التي وقعت من بني إسرائيل ، والهود التوبة ، وقد تقدم في البقرة وبه قال جميع المفسرين قيل وبه سميت اليهود ، وكان اسم مدح قبل نسخ شريعتهم ثم صار اسم ذم وهو لازم لهم ، وأصل الهود الرجوع برفق والمهادنة المصالحة قال عكرمة فكتب الرحمة يومئذ لهذه الأمة .
وقال أبو وجزة السعدي : وكان من أعلم الناس بالعربية : لا والله ما أعلمها في كلام العرب هدنا قيل فكيف ؟ قال : هدنا بكسر الهاء يقول ملنا .
{ قال عذابي أصيب به من أشاء } قيل المراد بالعذاب هنا الرجفة ، وقيل أمره سبحانه لهم بأن يقتلوا أنفسهم أي ليس هذا إليك يا موسى بل ما شئت كان وما لم أشأ لم يكن ، والظاهر أن العذاب هنا يندرج تحته كل عذاب ويدخل فيه عذاب هؤلاء دخولا أوليا ، وقيل المراد من أشاء من المستحقين للعذاب أو من أشاء أن أضله وأسلبه التوفيق ليس لأحد عليّ اعتراض لأن الكل ملكي وعبيدي .
{ ورحمتي وسعت كل شيء } من المكلفين وغيرهم ، قيل هذا من العام الذي أريد به الخاص فرحمة الله عمت البر والفاجر في الدنيا ، وهي للمؤمنين خاصة في الآخرة ، قاله الحسن وقتادة ، وقال جمع من المفسرين : لما نزلت هذه الآية تطاول إبليس إليها قال وأنا من ذلك الشيء فنزعها الله من إبليس قاله السدي وابن جريج ، وعن قتادة نحوه فقال : { فسأكتبها للذين يتقون } الذنوب أو الشرك قاله ابن عباس { ويؤتون الزكاة } المفروضة عليهم { والذين هم بآياتنا يؤمنون } أي يصدقون ويذعنون لها ، فأيس إبليس ، وقالت اليهود نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربنا فنزعها الله من اليهود وأثبتها لهذه الأمة .
وأخرج مسلم وغيره عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إن لله مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة ) {[786]} ، وعن ابن عباس قال سأل موسى ربه مسألة فأعطاها محمدا صلى الله عليه وسلم وأعطى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كل شيء سأل موسى عليه الصلاة والسلام ربه في هذه الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.