فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

سورة نوح

هي تسع أو ثمان وعشرون آية وهي مكية عن الزبير قال نزلت بمكة

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ( 1 ) قال يا قوم إني لكم نذير مبين ( 2 ) أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون ( 3 ) يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ( 4 ) قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ( 5 ) فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ( 6 ) }

{ إنا أرسلنا نوحا إلى قومه } وكانوا جميع أهل الأرض من الآدميين أهل عصره ، ولذلك لما كفروا أغرق الله أّهل الأرض جميعا ، وقد تقدم أن نوحا أول رسول أرسله الله بالنهي عن عبادة غير الله ، لأن عبادة غيره إنما حدثت في زمن نوح ، وإلا فمن المعلوم إن قبله رسلا آدم وشيت وإدريس .

وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن اخنوخ بن قينان بن شيت بن آدم ، وكان أطول الأنبياء عمرا بل أطول الناس وهو أول من شرعت له الشرائع ، وأول رسول أنذر من الشرك وقد تقدم مدة لبثة في قومه وبيان جميع عمره وبيان السن التي أرسل هو فيها في سورة العنكبوت ، قيل النوح معناه بالسريانية الساكن .

{ أن أنذر قومك } أي بأن أنذر على أنها مصدرية أو هي المفسرة لأن في الإرسال معنى القول ، وقرأ ابن مسعود أنذر بدون أن أي فقلنا له أنذر { من قبل أن يأتيهم عذاب أليم } أي شديد الألم وهو عذاب النار على ما هم عليه من الأعمال الخبيثة ، وقال الكلبي هو ما نزل بهم من الطوفان .