{ وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ( 7 ) ثم إني دعوتهم جهارا ( 8 ) ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ( 9 ) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ( 10 ) يرسل السماء عليكم مدرارا ( 11 ) ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ( 12 ) ما لكم لا ترجون لله وقارا ( 13 ) وقد خلقكم أطوارا ( 14 ) }
{ وإني كلما } دعوتهم إلى سبب المغفرة وهو الإيمان بك والطاعة لك { لتغفر لهم } أي لأجل مغفرتك لهم ، أو اللام للتعدية ويكون قد عبر عن السبب بالمسبب ، والأصل دعوتهم للتوبة التي هي سبب في الغفران ، فأطلق الغفران وأريد به التوبة { جعلوا أصابعهم في آذانهم } لئلا يسمعوا صوتي ، وقال ابن عباس لئلا يسمعوا ما يقول .
{ واستغشوا ثيابهم } أي غطوا بها وجوههم لئلا يروني ، وقيل جعلوا ثيابهم على رؤوسهم لئلا يسمعوا كلامي ، فيكون استغشاء الثياب على هذا زيادة في سد الأذان ، وقيل هو كناية عن العدواة ، يقال لبس فلان ثياب العداوة ، وقيل استغشوا ثيابهم لئلا يعرفهم فيدعوهم ، وقال ابن عباس : ليتنكروا فلا يعرفهم ، وعنه قال : غطوا وجوههم لئلا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه ، وقد أفادت هذه الآية بالتصريح أنهم عصوا نوحا وخالفوه مخالفة لا أقبح منها ظاهرا بتعطيل الأسماع والأبصار ، وباطنا بالإصرار والاستكبار كما قال تعالى { وأصروا } أي استمروا على الكفر ولم يقلعوا عنه ولا تابوا عنه { واستكبروا } عن قبول الحق وعن امتثال ما أمرهم به { استكبارا } شديدا وذكر المصدر دليل على فرط استكبارهم قال ابن عباس : تركوا التوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.