فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا} (11)

{ يرسل السماء عليكم مدرارا } أي يرسل ماء السماء عليكم ، ففيه إضمار وقيل المراد بالسماء المطر ، والمدرار الدرور ، وهو التحلب بالمطر ، وانتصابه إما على الحال من السماء ولم يؤنث لأن مفعالا لا يؤنث بل يستوي فيه المذكر والمؤنث ، تقول امرأة مئناث ومذكار أو على أنه نعت لمصدر محذوف أي إرسالا مدرارا ، وقد تقدم الكلام عليه في سورة الأنعام ، وجزم يرسل لكونه جواب الأمر ، وفي هذه الآية دليل " على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر ، وحصول أنواع الأرزاق ومن لازم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا " ( {[1638]} ) .

ولهذا قال : { ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات } .


[1638]:قال ابن كثير: أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدرّ لكم الضرع، وأمدّكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخلّلها بالأنهار الجارية بينها. ثم قال: هذا مقام الدعوة بالترغيب، ثم عدل بهم إلى دعوتهم بالترهيب فقال: (ما لكم لا ترجون لله وقارا؟).