فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (52)

{ كدأب } لما ذكر سبحانه ما أنزله بأهل بدر أتبعه بما يدل على أن هذه سنته في فرق الكافرين ، وأصل الدأب في اللغة إدامة العمل ، يقال فلان يدأب في كذا إذا داوم عليه وأتعب نفسه فيه ، ثم سميت العادة دأبا لأن الإنسان يداوم على عادته ويواظب عليها ، أي دأب هؤلاء في كفرهم مثل دأب { آل فرعون والذين من قبلهم } والمعنى أنه جوزي هؤلاء كما جوزي أولئك فكانت العادة في عذاب هؤلاء كالعادة الماضية لله في تعذيب طوائف الكفر من الأمم الماضية المكذبة فيما فعلوا وفعل بهم .

{ كفروا بآيات الله } مفسرة لدأب آل فرعون وبيان لفعلهم أي دأبهم هذا هو أنهم كفروا بها { فأخذهم الله بذنوبهم } هذا بيان لما فعل بهم أي فتسبب عن كفرهم أخذ الله سبحانه لهم ، والمراد بذنوبهم معاصيهم المترتبة على كفرهم ، فالباء للملابسة أي فأخذهم متلبسين بذنوبهم غير تائبين عنها { إن الله قوي } على ما يريده { شديد العقاب } جملة معترضة مقررة لمضمون ما قبلها .