{ وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا } أمرهم بطاعة الله فيما يأمرهم به وطاعة رسوله فيما يرشدهم إليه ونهاهم عن التنازع ، وهو الاختلاف في الرأي فإن ذلك يتسبب عنه الفشل وهو الجبن في الحرب ، وأما المنازعة بالحجة لإظهار الحق فجائزة كما قال { وجادلهم بالتي هي أحسن } بل هي مأمور بها بشروط منها قصد إظهار الحق على لسان أي الخصمين وعلامته أن يفرح لظهوره على لسان خصمه .
{ وتذهب ريحكم } الريح القوة والنصر كما يقال الريح لفلان إذا كان غالبا في الأمر ، وقيل الريح الدولة شبهت في نفوذ أمرها بالريح في هبوبها ، والمختار أن الريح يطلق ويراد به القوة والغلبة والراحة والنصرة والدولة ، قال في الخازن : الريح هنا كناية عن نفاذ الأمر وجريانه على المراد ، تقول العرب هبت ريح فلان إذا أقبل أمره على ما يريد ، وقال قتادة وابن زيد : هي ريح النصر ولم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله تضرب وجوه العدو ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) {[847]} .
{ واصبروا إن الله مع الصابرين } أمرهم بالصبر على شدائد الحرب وأخبرهم بأنه مع الصابرين بالنصر والعون في كل أمر ينبغي الصبر فيه ، ويا حبذا هذه المعية التي لا يغلب من رزقها غالب ، ولا يؤتى صاحبها من جهة من الجهات وإن كانت كثيرة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.