فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ} (29)

ثم ذكر سبحانه بعض قبائح المشركين فقال { إن الذين أجرموا } وهم كفار قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وأصحابهم من أهل مكة من وافقهم على الكفر ، حكى الله عنهم أربعة أشياء من العلامات القبيحة أولها :

{ كانوا من الذين آمنوا } كعمار وبلال وخباب وصهيب وأصحابهم من فقراء المؤمنين { يضحكون } أي يستهزئون بهم في الدنيا ويسخرون منهم ، وآخرها قولهم { إن هؤلاء لضالون } وتقديم الجار والمجرور إما للقصر إشعارا بغاية شناعة ما فعلوا أو لمراعاة الفواصل .