فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ} (15)

ثم ذكر سبحانه الردع والزجر فقال { كلا } وقيل كلا بمعنى حقا أي حقا { إنهم } يعني الكفار { عن ربهم } أي رؤيته { يومئذ } أي يوم القيامة { لمحجوبون } لا يرونه أبدا ، قال مقاتل يعني أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إلى ربهم نظر المؤمنين إليه ، قال الحسين بن الفضل : كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته .

قال الزجاج في هذه الآية دليل على أن الله عز وجل يرى في القيامة ، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة ، وقال جل ثناؤه { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } فأعلم سبحانه أن المؤمنين ينظرون ، وأعلم أن الكفار محجوبون .

وقيل هي تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك ، وقال قتادة وابن أبي مليكة : هو أن لا ينظر إليهم برحمته ولا يزكيهم ، وقال مجاهد : محجوبون عن كرامته ، وكذا قال ابن كيسان والأول أولى .