وقوله { كلا } للردع والزجر للمعتدي الأثيم عن ذلك القول الباطل وتكذيب له وقال الحسن : بمعنى حقا ، وقوله { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } بيان للسبب الذي حملهم على قولهم بأن القرآن أساطير الأولين .
وقال أبو عبيدة : ران على قلوبهم غلب عليها ، رينا وريونا وكل ما غلبك وعلاك فقد ران بك وران عليك ، قال الفراء هو أنها كثرت منهم المعاصي والذنوب فأحاطت بقلوبهم فذلك الرين عليها . قال الحسن : هو الذنب على الذنب يعمى القلب .
قال مجاهد : القلب مثل الكف ورفع كفه فإذا أذنب انقبض وضم إصبعه ، فإذا أذنب ذنبا آخر انقبض وضم أخرى ، حتى ضم أصابعه كلها حتى يطبع على قلبه ، قال وكانوا يرون أن ذلك هو الرين ، ثم قرأ هذه الآية .
قال أبو زيد يقال قد رين بالرجل رينا إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قبل له به .
وقال أبو معاذ النحوي الرين أن يسود القلب من الذنوب ، والطبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرين ، والإقفال أشد من الطبع .
قال الزجاج : الرين هو كالصدأ يغشى القلب كالغيم الرقيق ومثله الغين .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " إن العبد إذا أذنب ذنبا تكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن عاد زادت حتى تغلف قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله سبحانه في القرآن { كلا بل ران على قلوبهم } إلخ أخرجه أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وغيرهم{[1700]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.