فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم بِرَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنٖ وَجَنَّـٰتٖ لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمٞ مُّقِيمٌ} (21)

{ يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات } التنكير في الثلاثة للتعظيم ، والمعنى أنها فوق وصف الواصفين وتصور المتصورين ، قال أبو حيان : لما وصف الله المؤمنين بثلاث صفات الإيمان والهجرة والجهاد بالنفس والمال ، قابلهم على ذلك بالتبشير بثلاث ، وبدأ بالرحمة في مقابلة الإيمان لتوقفها عليه ، وثنى بالرضوان الذي هو نهاية الإحسان في مقابلة الجهاد الذي فيه بذل الأنفس والأموال ، ثم ثلث بالجنات في مقابلة الهجرة وترك الأوطان إشارة إلى أنهم لما آثروا تركها بدلهم دارا عظيمة دائمة وهي الجنات انتهى .

{ لهم فيها نعيم مقيم } الدائم المستمر الذي لا يفارق صاحبه .