اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم بِرَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنٖ وَجَنَّـٰتٖ لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمٞ مُّقِيمٌ} (21)

وقد تقدَّم اختلاف القراء في : " يُبَشِّرهُم " وتوجيه ذلك في " آل عمران " وكذلك في الخلاف في { وَرِضْوَانٌ } [ آل عمران : 15 ] .

وقرأ الأعمش{[17686]} " رضُوان " بضمِّ الراء والضَّاد ، وردَّها أبُو حاتم ، وقال : " لا يجوز " . وهذا غيرُ لازم للأعمش فإنه رواها ، وقد وُجِد ذلك في لسان العرب ، قالوا : " السُّلُطان " بضم السين واللام .

قوله { لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ } يجوز أن تكون هذه الجملةُ صفةً ل " جَنَّاتٍ " وأنْ تكون صفةً ل " رَحْمَة " ؛ لأنَّهم جَوَّزُوا في هذه الهاء أن تعود للرَّحمة ، وأنْ تعود للجنات ، وجوَّز مكي أن تعود على البشرى المفهومة من قوله : " يُبَشِّرهُمْ " ، كأنَّه قيل : لهم في تلك البشرى . وعلى هذا فتكونُ الجملةُ صفةً لذلك المصدرِ المقدَّرِ إن قدَّرْتَه نكرةً ، وحالاً إن قدَّرْتَه معرفةً . ويجوزُ أن يكون " نعيمٌ " فاعلاً بالجارِّ قبله ، وهو أولى ، لأنَّه يصير من قبيل الوصف بالمفرد ، ويجوزُ أن يكون مبتدأ ، وخبره الجار قبله ، وقد تقدَّم تحقيق ذلك مراراً [ الأنفال : 72 ] .


[17686]:ينظر: المحرر الوجيز 3/17، البحر المحيط 5/23، الدر المصون 3/455.