فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ} (45)

{ إنما يستأذنك } في القعود عن الجهاد والتخلف عنه من غير عذر ، وكذا يقال فيما بعده { الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر } وهم المنافقون وكانوا تسعة وثلاثين رجلا ، وذكر الإيمان بالله أولا ثم باليوم الآخر ثانيا في الموضعين لأنهما الباعثان على الجهاد في سبيل الله { وارتابت قلوبهم } جاء بالماضي للدلالة على تحقق الريب في قلوبهم وهو الشك فإذا دخلها الشك كان ذلك نفاقا .

{ فهم في ريبهم يترددون } أي في شكهم الذي حل بقلوبهم يتحيرون ، والتردد التحير ، والمعنى فهؤلاء الذين يستأذنونك ليسوا بمؤمنين ، بل كانوا مرتابين حائرين لا يهتدون إلى طريق الصواب ولا يعرفون الحق ، والآية محكمة كلها ، وقال ابن عباس : نسختها الآية التي في سورة النور { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله } إلى قوله : { غفور رحيم } فجعل الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأعلى النظرين في ذلك من غزا غزا في فضيلة ، ومن قعد قعد في غير حرج إن شاء الله .