فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ} (45)

{ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ } في القعود عن الجهاد ، والتخلف عنه : { الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر } وهم : المنافقون ، وذكر الإيمان بالله أوّلا ، ثم باليوم الآخر ثانياً في الموضعين ، لأنهما الباعثان على الجهاد في سبيل الله .

قوله : { وارتابت قُلُوبُهُمْ } عطف على قوله : { الذين لاَ يُؤْمِنُونَ } وجاء بالماضي للدلالة على تحقق الريب في قلوبهم ، وهو : الشك . قوله : { فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } أي : في شكهم الذي حلّ بقلوبهم يتحيرون ، والتردّد : التحير . والمعنى : فهؤلاء الذين يستأذنونك ليسوا بمؤمنين ، بل مرتابين حائرين لا يهتدون إلى طريق الصواب ، ولا يعرفون الحق .

/خ49