الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ} (45)

ثم قال : { إنما يستاذنك الذين لا يومنون [ بالله ]{[28863]} واليوم الآخر }[ 45 ] .

أي : في القعود ، يدل على ذلك قوله : { ومنهم من يقول ايذن } ، أي : في القعود .

وقوله : { وارتابت قلوبهم }[ 45 ] .

يعني المنافقين الذين يستأذنون{[28864]} في التخلف ، أي : وشكّت قلوبهم في الله عز وجل ، وفي ثوابه وعقابه ، سبحانه ، فهم في شكهم { يترددون }[ 45 ] ، أي : يتحيرون ، لا يعرفون حقا من باطل{[28865]} .

روي عن عكرمة ، والحسن : أن قوله : { لا يستاذنك الذين يومنون بالله واليوم الآخر } ، [ إلى ]{[28866]} : { فهم في ريبهم يترددون } ، نسختها الآية التي في " النور " : { إنما المومنون الذين آمنوا بالله ورسوله } إلى : { غفور رحيم{[28867]} }{[28868]} .


[28863]:زيادة من "ر".
[28864]:في "ر": يستأذنوك.
[28865]:انظر: جامع البيان 14/275، فهو من مصادر مكي هاهنا.
[28866]:زيادة من "ر".
[28867]:النور آية 60، والآية بتمامها: {إنما المومنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستاذنوه إن الذين يستاذنوك أولئك يومنون بالله ورسوله فإذا استاذنوك لبعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم}.
[28868]:الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه 316، وفيه رد على دعوى النسخ: فلا ينسخ جواز الاستئذان للمؤمنين منع الاستئذان للمنافقين، لأن استئذان المنافقين لغير عذر كان، واستئذان المؤمنين لعذر، فهما استئذانان مختلفان، لا ينسخ أحدهما الآخر، وهو الصواب إن شاء الله. وممن قال بإحكام الآية أيضا، الطبري في جامع البيان 14/276، والنحاس في الناسخ والمنسوخ 161، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ 2/250، وابن الجوزي في نواسخ القرآن 367، 368، وينظر: الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد 192.