الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (87)

أخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تَبَوَّءا لقومكما بمصر بيوتاً } قال : ذلك حين منعهم فرعون الصلاة ، وأمروا أن يجعلوا مساجدهم في بيوتهم ، وأن يوجهوها نحو القبلة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً } قال : مصر الإسكندرية .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { واجعلوا بيوتكم قبلة } قال : كانوا لا يصلون إلا في البِيَع ، حتى خافوا من آل فرعون فأمروا أن يصلوا في بيوتهم .

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { واجعلوا بيوتكم قبلة } قال : أُمِروا أن يتخذوا في بيوتهم مساجد .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانوا يفرقون من فرعون وقومه أن يصلوا فقال { واجعلوا بيوتكم قبلة } . قال : قبل الكعبة ، وذكر أن آدم عليه السلام فمن بعده كانوا يصلون قبل الكعبة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { واجعلوا بيوتكم قبلة } قال : يقابل بعضها بعضاً .

وأخرج ابن عساكر عن أبي رافع رضي الله عنه « أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال : إن الله أمر موسى وهارون أن يتبوءا لقومهما بيوتاً ، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ، ولا يقربوا فيه النساء إلا هارون وذريته ، ولا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ، ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته » .