النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (87)

قوله عز وجل : { وَأوْحَيْنَا إِلَى مَوسَى وَأخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمصْرَ بُيُوتاً } .

يعني تخيّرا واتخذا لهم بيوتاً يسكنونها ، ومنه قول الراجز :

نحن بنو عدنان ليس شك *** تبوَأ المجد بنا والملك

وفي قوله : { بِمِصْرَ } قولان :

أحدهما : أنها الإسكندرية ، وهو قول مجاهد .

الثاني : أنه البلد المسمى مصر ، قاله الضحاك .

وفي قوله : { بُيُوتاً } وجهان :

أحدهما : قصوراً ، قاله مجاهد .

الثاني : مساجد ، قاله الضحاك .

{ وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : واجعلوها مساجد تصلون فيها ، لأنهم كانوا يخافون فرعون أن يصلّوا في كنائسهم ومساجدهم ، قاله الضحاك وابن زيد والنخعي .

الثاني : واجعلوا مساجدكم قِبل الكعبة ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة .

الثالث : واجعلوا بيوتكم التي بالشام قبلة لكم في الصلاة فهي قبلة اليهود إلى اليوم ، قاله ابن بحر .

الرابع : واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضاً ، قاله سعيد بن جبير .

{ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ } فيه وجهان :

أحدهما : في بيوتكم لتأمنوا فرعون .

الثاني : إلى قبلة مكة لتصح صلاتكم .

{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } قال سعيد بن جبير : بشرهم بالنصر في الدنيا ، وبالجنة في الآخرة .