قوله تعالى : { أَن تَبَوَّءَا } : يجوز في " أَنْ " أن تكون المفسِّرة ؛ لأنه قد تقدَّمها ما هو بمعنى القول وهو الإِيحاء ، ويجوز أن تكونَ المصدريةَ فتكونَ في موضع نصب بأوحينا مفعولاً به أي : أَوْحَيْنا إليهما التبوُّءَ .
والجمهورُ على الهمزة في " تبوَّآ " . وقرأ حفص " تَبَوَّيا " بياءٍ خالصة ، وهي بدلٌ عن الهمزة ، وهو تخفيفٌ غيرُ قياسي ، إذ قياسُ تخفيفِ مثلِ هذه الهمزة أن تكونَ بين الهمزة والألف ، وقد أنكر هذه الروايةَ عن حفص جماعةٌ من القراء ، وقد خَصَّها بعضُهم بحالةِ الوقف ، وهو الذي لم يَحْكِ أبو عمرو الداني والشاطبي غيرَه . وبعضُهم يُطْلق إبدالَها عنه ياءً وصلاً ووقفاً ، وعلى الجملةِ فهي قراءةٌ ضعيفة في العربية وفي الرواية ، وتركتُ نصوصَ أهل القراءة خوفَ السآمة ، واستغناءً بما وضَعْتُه في " شرح القصيد " .
والتبوُّءُ : النزولُ والرجوعُ ، وقد تقدَّم تحقيق المادة في قوله { تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 121 ] .
قوله : { لِقَوْمِكُمَا } يجوزُ أن تكونَ اللامُ زائدةً في المفعول الأول ، و " بيوتاً " مفعولٌ ثان بمعنى بَوِّآ قومكما بيوتاً ، أي : أنْزِلوهم ، وفَعَّل وتفعَّل بمعنىً مثل " عَلَّقَها " و " تَعَلَّقها " قاله أبو البقاء . وفيه ضعفٌ من حيث إنه زِيدت اللام ، والعاملُ غير فرع ، ولم يتقدَّم المعمول . الثاني : أنها غير زائدة ، وفيها حينئذ وجهان ، أحدهما : أنها حالٌ من " البيوت " . والثاني : أنها وما بعدها مفعول " تَبَوَّآ " .
قوله : { بِمِصْرَ } جَوَّز فيه أبو البقاء أوجهاً ، أحدها : أنه متعلِّق ب " تَبَوَّآ " ، وهو الظاهرُ . الثاني : أنه حالٌ من ضمير " تبوَّآء " ، واستضعفه ، ولم يبيِّن وجهَ ضعفهِ لوضوحه . الثالث : أنه حالٌ من " البيوت " . الرابع : أنه حالٌ من " لِقومكما " ، وقد ثنَّى الضميرَ في " تبوَّآ " وجمع في قوله " واجعلوا " و " أقيموا " ، وأفرد في قوله : " وبشِّر " ؛ لأن الأولَ أمرٌ لهما ، والثاني لهما ولقومهما ، والثالث لموسى فقط ؛ لأن أخاه تَبَعٌ له ، ولمَّا كان فِعْلُ البِشارة شريفاً خَصَّ به موسى لأنه هو الأصل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.