الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ} (21)

وأخرج الخطيب وابن عساكر ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن البر والصبر ، ليخففان سوء العذاب يوم القيامة " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب } .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } يعني ، من إيمان بالنبيين وبالكتب كلها { ويخشون ربهم } يعني ، يخافون في قطعية ما أمر الله به أن يوصل { ويخافون سوء الحساب } يعني شدة الحساب .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، كان يقول : " اتقوا الله وصلوا الأرحام ، فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة " وذكر لنا أن رجلا من خثعم ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال : " أنت الذي تزعم أنك رسول الله ؟ قال : نعم . قال : فأي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : الإيمان بالله . قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم " وكان عبد الله بن عمرو يقول : إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم ، حتى إذا هيجه قوم اهتاج ، ولكن الحليم من قدر ثم عفا ، وإن الوصول ليس من وصل ثم وصل ، فتلك مجازاة ، ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن جريج في قوله ( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) قال : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ، ولم تعطه من مالك ، فقد قطعته " .