البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ} (21)

وما أمر الله به أن يوصل ظاهره العموم في كل ما أمر به في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .

وقال الحسن : المراد به صلة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان به ، وقال نحوه ابن جبير .

وقال قتادة : الرحم .

وقيل : صلة الإيمان بالعمل .

وقيل : صلة قرابة الإسلام بإفشاء السلام ، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، ومراعاة حق الجيران ، والرفقاء ، والأصحاب ، والخدم .

وقيل : نصرة المؤمنين .

وأمر يتعدى إلى اثنين بحرف جر وهو به ، والأول محذوف تقديره : ما أمرهم الله به .

وأن يوصل في موضع جر بدل من الضمير أي : بوصله .

ويخشون ربهم أي : وعيده كله .

ويخافون سوء الحساب أي : استقصاءه فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا .

وقيل : يخشون ربهم يعظمونه .

وقيل : في قطع الرحم .

وقيل : في جميع المعاصي .

وقيل : فيما أمرهم بوصله .