أما قوله تعالى : { جنات عدن } .
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة قصرا يقال له عدن ، حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب ، عند كل باب خمسة آلاف حيرة ، لا يدخله أو لا يسكنه إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل " .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : قرأ عمر - رضي الله عنه - على المنبر { جنات عدن } فقال : يا أيها الناس ، هل تدرون ما جنات عدن ؟ قصر في الجنة له عشرة آلاف باب ، على كل باب خمسة وعشرون ألفا من الحور العين ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد .
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله { جنات عدن } قال : بطنان الجنة ، يعني وسطها .
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن الحسن - رضي الله عنه - قال : { جنات عدن } وما يدريك ما جنات عدن ؟ . . قال : قصر من ذهب ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { جنات عدن } قال : مدينة وسط الجنة ، فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى ، والناس حولهم بعد ، والجنات حولها .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن - رضي الله عنه - أن عمر قال لكعب : ما عدن ؟ قال : هو قصر في الجنة ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل .
وأخرج ابن مردويه ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنة عدن قضيب غرسه الله بيده ، ثم قال له : كن فكان " .
أما قوله تعالى : { يدخلونها ومن صلح من آبائهم } الآية .
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : يدخل الرجل الجنة فيقول : أين أمي ، أين ولدي ، أين زوجتي ؟ ؟ . . . فيقال : لم يعملوا مثل عملك . فيقول : كنت أعمل لي ولهم ، ثم قرأ { جنات عدن يدخلونها ومن صلح } يعني من آمن بالتوحيد بعد هؤلاء { من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم } يدخلون معهم { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } قال : يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات ، معهم التحف من الله ما ليس لهم في جنات عدن ، يقولون لهم : { سلام عليكم بما صبرتم } يعني على أمر الله تعالى { فنعم عقبى الدار } يعني دار الجنة .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - { ومن صلح من آبائهم } قال : من آمن في الدنيا .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي مجلز - رضي الله عنه - في الآية قال : علم الله تعالى أن المؤمن يحب أن يجمع الله تعالى له أهله وشمله في الدنيا ، فأحب أن يجمعهم له في الآخرة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قرأ { جنات عدن يدخلونها ومن صلح . . . } حتى ختم الآية قال : إنه لفي خيمة من درة مجوفة ، ليس فيها صدع ولا وصل ، طولها في الهواء ستون ميلا ، في كل زاوية منها أهل ومال . لها أربعة آلاف مصراع من ذهب ، يقوم على كل باب منها سبعون ألفا من الملائكة ، مع كل ملك هدية من الرحمن ليس مع صاحبه مثلها ، لا يصلون إليه إلا بإذن بينه وبينهم حجاب .
وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أخس أهل الجنة منزلا يوم القيامة له قصر من درة جوفاء ، فيها سبعة آلاف غرفة ، لكل غرفة سبعون ألف باب ، يدخل عليه من كل باب سبعون ألفا من الملائكة بالتحية والسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.