الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (41)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا } قال : إنهم قوم من أهل مكة ، هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ظلمهم ، ظَلَمَهُمُ المشركون .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن داود بن أبي هند قال : نزلت { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا . . . . } إلى قوله : { وعلى ربهم يتوكلون } في أبي جندل بن سهيل .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا } قال : هؤلاء أصحاب محمد ، ظلمهم أهل مكة فأخرجوهم من ديارهم ، حتى لحق طوائف منهم بأرض الحبشة ، ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة ، وجعل لهم أنصاراً من المؤمنين { ولأجر الآخرة أكبر } قال : أي والله لما يثيبهم عليه من جنته ونعمته { أكبر لو كانوا يعلمون } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي في قوله : { لنبوّئنهم في الدنيا حسنة } قال : المدينة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { لنبوّئنهم في الدنيا حسنة } قال : لنرزقنهم في الدنيا رزقاً حسناً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبان بن تغلب قال : كان الربيع بن خثيم يقرأ هذا الحرف في النحل { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة } ويقرأ في العنكبوت ( لَنَثْويَنَّهُمْ من الجنة غرفا ) [ العنكبوت : 58 ] ويقول : التَّنَبُّؤ في الدنيا والثواء في الآخرة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن عمر بن الخطاب : أنه كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاء يقول : خذ . . . بارك الله لك ، هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادّخر لك في الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون .