الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوّٞ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا يُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰٓ} (117)

أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى } قال : عنى به شقاء الدنيا ، فلا تلقى ابن آدم إلا شقياً ناصباً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال : لم يقل فتشقيان ؛ لأنها دخلت معه فوقع المعنى عليهما جميعاً وعلى أولادهما ، كقوله : { يا أيها النبي إذا طلقتم } [ الطلاق : 1 ] و { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } [ التحريم : 1- 2 ] فدخلوا في المعنى معه وإنما كلم النبي وحده .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنهما قال : إن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض استقبله ثور أبلق ، فقيل له : اعمل عليه . فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول : هذا ما وعدني ربي { فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى } ثم نادى حواء : أحواء ، أنت عملت في هذا ؟ فليس أحد من بني آدم يعمل على ثور إلا قال : حوّاء دخلت عليهم من قبل آدم عليه السلام .