فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوّٞ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا يُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰٓ} (117)

{ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك } حذر الله تعالى آدم من كيد إبليس ، وأنبأه بما يبيت اللعين للآدميين أجمعين ، فقد حسد أبا البشر عليه السلام أن أسجد ربنا له الملائكة ، فقال ما حكاه الكتاب العزيز : { . . أأسجد لمن خلقت طينا ){[2076]} : قال : { . . . أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ){[2077]} ؛ وأعيدت اللام في { ولزوجك } لأنه لا يعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار ، عند الجمهور ؛ { فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى } ، نهى الله تعالى آدم وحواء أن يكونا بحيث يتسبب الشيطان في إخراجهما من الجنة ، فإن خروجه سيتتبع العناء والمكابدة والتعب وإنما خص بذكر الشقاء ولم يقل : فتشقيان : يعلمنا أن نفقة الزوجة على الزوج ؛ فمن يومئذ جرت نفقة النساء على الأزواج ، فلما كانت نفقة حواء على آدم كذلك نفقات بناتها على بني آدم بحق الزوجية {[2078]}


[2076]:سورة الإسراء. من الآية 61
[2077]:سورة الإسراء. من الآية62
[2078]:ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن.