الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوّٞ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا يُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰٓ} (117)

قوله : { فَتَشْقَى } : منصوبٌ بإضمار " أَنْ " في جواب النهي . والنهيُ في الصورةِ لإِبليس ، والمرادُ به هما أي : لا تتعاطيا أسبابَ الخروجِ فيحصُلَ لكما الشقاءُ ، وهو الكَدُّ والتعبُ الدنيوي خاصة . ويجوزُ أَنْ يكونَ مرفوعاً على الاستئنافِ أي : فأنت تَشْقَى . كذا قَدَّره الشيخ . وهو بعيدٌ أو ممتنع ؛ إذ ليس المقصودُ الإِخبارَ بأنه يشْقَى ، بل إنْ وَقَع الإِخراجُ لهما من إبليسَ حَصَلَ ما ذكر . وأسند الشقاوةَ إليه دونَها ؛ لأنَّ الأمورَ معصوبةٌ برؤوس الرجال . وحسَّن ذلك كونُه رأسَ فاصلةٍ .