الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا وَٱلنَّوۡمَ سُبَاتٗا وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُورٗا} (47)

وأما قوله تعالى : { وجعل النهار نشوراً } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال : إن النهار اثنتا عشرة ساعة ، فأول الساعة ما بين طلوع الفجر إلى أن ترى شعاع الشمس ، ثم الساعة الثانية إذا رأيت شعاع الشمس إلى أن يضيء الإشراق . عند ذلك لم يبق من قرونها شيء ، وصفا لونها ، فإذا كانت بقدر ما تريك عينك قيد رمحين فذلك أول الضحى ، وذلك أول ساعة من ساعات الضحى ، ثم من بعد ذلك الضحى ساعتين ، ثم الساعة السادسة حين نصف النهار .

فإذا زالت الشمس عن نصف النهار فتلك ساعة صلاة الظهر ، وهي التي قال الله { أقم الصلاة لدلوك الشمس } ثم من بعد ذلك العشي ساعتين ، ثم الساعة العاشرة ميقات صلاة العصر وهي الآصال ، ثم من بعد ذلك ساعتين إلى الليل .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وجعل النهار نشوراً } قال : ينشر فيه .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة { وجعل النهار نشوراً } قال : لمعايشهم وحوائجهم وتصرفهم .