اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا وَٱلنَّوۡمَ سُبَاتٗا وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُورٗا} (47)

قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الليل لِبَاساً } الآية . هذا هو النوع الثاني شبه الليل من حيث يستر الكل ويغطي باللباس الساتر للبدن ، ونبه على ( ما لنا فيه ){[36316]} من النفع بقوله{[36317]} : «والنَّوْمَ سُباتاً » والسبات : هو الراحة ، أي : راحة لأبدانكم ، وقطعاً لعملكم ، وأصل السبت{[36318]} : القطع ، والنائم مسبوت ، لأنه انقطع عمله وحركته{[36319]} .

قال أبو مسلم : السبات : الراحة ، ومنه يوم السبت ، لما جرت به العادة من الاستراحة فيه ، ويقال للعليل إذا استراح من تعب العلة مسبوت{[36320]} .

وقال الزمخشري : السبات : الموت ، والمسبوت الميت ، لأنه مقطوع الحياة ، قال : وهذا كقوله : { وَهُوَ الذي يَتَوَفَّاكُم بالليل }{[36321]} [ الأنعام : 60 ] . وإنما قلنا إن تفسيره بالموت أولى من تفسيره بالراحة ، لأن النشور في مقابلته . { وَجَعَلَ النهار نُشُوراً } قال أبو مسلم : هو بمعنى الانتشار والحركة ، كما سمى تعالى نوم{[36322]} الإنسان وفاة فقال : { يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا والتي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } [ الزمر : 42 ] كذلك وفق بين القيام من النوم والقيام من الموت في التسمية بالنشور{[36323]} .


[36316]:ما بين القوسين في ب: ما النافية. وهو تحريف.
[36317]:في ب: قوله.
[36318]:في ب: السبتا.
[36319]:انظر البغوي 6/181، الفخر الرازي 24/89، اللسان (سبت).
[36320]:انظر الفخر الرازي 24/89.
[36321]:[الأنعام: 60]. وانظر الكشاف 3/99.
[36322]:في ب: يوم. وهو تحريف.
[36323]:انظر الفخر الرازي 24/89 – 90.