الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا وَٱلنَّوۡمَ سُبَاتٗا وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُورٗا} (47)

شبه ما يستر من ظلام الليل باللباس الساتر . والسبات : الموت . والمسبوت : الميت ؛ لأنه مقطوع الحياة ، وهذا كقوله : { وَهُوَ الذى يتوفاكم باليل } [ الأنعام : 60 ] .

فإن قلت : هلا فسرته بالراحة ؟ قلت : النشور في مقابلته يأباه إباء العيوف الوِرْد وهو مرنق . وهذه الآية مع دلالتها على قدرة الخالق فيها إظهار لنعمته على خلقه ؛ لأنّ الاحتجاب بستر الليل ، كم فيه لكثير من الناس من فوائد دينية ودنيوية ، والنوم واليقظة وشبههما بالموت والحياة ، أي عبرة فيها لمن اعتبر ، وعن لقمان أنه قال لابنه : يا بني ، كما تنام فتوقظ ، كذلك تموت فتنشر .