الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (6)

4

وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله { يصوركم في الأرحام كيف يشاء } قال : ذكورا وإناثا .

وأخرج ابن جرير من طريق السدي عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، عن مرة ، عن ابن مسعود وناس من الصحابة . في قوله { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } قال : إذا وقعت النطفة في الأرحام طارت في الجسد أربعين يوما ، ثم تكون علقة أربعين يوما ، ثم تكون مضغة أربعين يوما ، فإذا بلغ أن يخلق ، بعث الله ملكا يصورها فيأتي الملك بتراب بين اصبعيه ، فيخلط فيه المضغة ، ثم يعجنه بها ، ثم يصوره كما يؤمر ، ثم يقول : أذكر أم أنثى ، أشقي أم سعيد ، وما رزقه ، وما عمره ، وما أثره ، وما مصائبه ؟ فيقول الله ويكتب الملك . فإذا مات ذلك الجسد دفن حيث أخذ ذلك التراب .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } قال : من ذكر ، وأنثى ، وأحمر ، وأبيض ، وأسود ، وتام ، وغير تام الخلق .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { العزيز الحكيم } قال : العزيز في نقمته إذا انتقم ، الحكيم في أمره .