اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (6)

قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ } * { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

هذا الكلام يحتمل وجهَيْنِ :

الأول : أن يُنَزَّلَ على سبب النزول ؛ وذلك لأن النصارى ادَّعَوُا الإلهيةَ لعيسَى ؛ لأمور :

أحدها : العلم ، فإنه كان يُخْبِر عن الغيوب ، ويقول لهذا : إنك أكلت في دارك كذا ، ويقول لذلك : إنك صنعت في دارك كذا .

الثاني : القدرة ، وهي أن عيسى كان يُحْيي الموتَى ، ويُبرئ الأكمه والأبرص ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ، ثم ينفخ فيه فيكون طيراً .

الثالث : من جهة الإلزام المعنويّ ، وهو أنه لم يكن له أبٌ من البشر .

الرابع : من جهة الإلزام اللفظي ، وهو قولهم لنا : أنتم تقولون : إنه روح الله ، وكلمته .

فالله تعالى استدل على بطلان قولهم بإلهية عيسى ، والتثليث بقوله : { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ، فالإله يجب أن يكون حيًّا قَيُّوماً ، وعيسى ما كان حيًّا قيُّوماً ، فلزم القطعُ بأنه لم يكن إلهاً ، وأجاب عن شبهتهم بعلم الغيوب بقوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ } ، وكون عيسى عالماً ببعض المغيِّبات ، لا يدل على كونه إلهاً ؛ لاحتمال أنه عَلِم ذلك بوحي من الله تعالى ، فعدم إحاطته بكل المغيَّبات يدل قطعاً على أنه ليس بإله ؛ لأن الإله هو الذي لا يَخْفَى عليه شيء في الأرض ، ولا في السماء ؛ لأنه خالقهما ، والخالق لا بد وأن يكون عالماً بمخلوقه ، ومن المعلوم بالضرورة أن عيسى ما كان عالماً بجميع المغيَّبات ، وكيف{[5027]} والنصارى يقولون : إنه قُتِل ، فلو كان يعلم الغيب ، لعلمَ بأن القوم يريدون قتله ، فكان يفر منهم قبل وصولهم إليه ، وأما تعلقهم بقدرته على إحياء الموتى ، فأجاب الله تعالى عن ذلك بقوله : { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ } وتقديره : أن حصول الإحياء لعيسى في بعض الصور لا يدل على كونه إلهاً ؛ لاحتمال أنَّ الله تعالى أكرمه بذلك إظهاراً لمعجزته ، وعجزه عن الإحياء في بعض الصور يوجب قطعاً عدم إلهيته ، لأن الإله هو القادر على أن يُصَوِّرَ في الأرحام من قطرة صغيرة من النطفة هذا التركيب العجيب ، فلو كان عيسى قادراً على الإحياء ، والإماتة ، لأمات أولئك الذين أخذوه وقتلوه - على زعمهم - فثبت أن الإحياء والإماتة في بعض الصور لا تدل على كونه إلهاً ، وكذلك عدم حصول الإحياء والإماتة له في كل الصور دليل على أنه ما كان إلهاً .

وأما الشبهة الثالثة وهي الإلزام المعنويّ بأنه لم يكن له أب من البشر ، فأجاب الله تعالى عنه بقوله : { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ } فإن شاء صوره من نطفة [ الأب ] {[5028]} ، وإن شاء صوره ابتداء من غير الأب ، كما خلق آدم من غير أبٍ أيضاً ولا أمّ .

وأما قولهم لنا : أنتم تقولون : إنه روح الله وكلمته ، فهذا الإلزام لفظي ، وهو محتمل للحقيقة والمجاز ، فإذا ورد لفظ يكون ظاهره مخالفاً للدليل العقلي كان من باب المتشابهات ، فوجب ردُّه إلى التأويل ، وذلك هو المراد بقوله :

{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [ آل عمران : 7 ] ، فظهر بما ذكرنا أن قوله : { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } يدل على أن المسيح ليس بإله ، ولا ابن الإله .

وقوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ } جواب عن تعلُّقهم بالعلم ، وقوله : { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ } جواب عن تمسُّكهم بقدرته على الإحياء والإماته ، وعن تمسُّكهم بأنه ما كان له أب من البشر ، وقوله : { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ } جوابٌ عن تمسُّكهم بما ورد في القرآنِ من أن عيسى روحُ الله وكلمته .

الاحتمال الثاني : أنه تعالى لما ذكر أنه قيوم ، والقيوم هو القائم بإصلاح مصالح [ الخلق ] {[5029]} ، وذلك لا يتم إلا بأمرين :

الأول : أن يكون عالماً بجميع حاجاتهم بالكمية والكيفية .

الثاني : أن يكون قادراً على دَفْع حاجاتهم ، فالأول لا يتم إلا إذا كان عالماً بجميع المعلومات ، والثاني لا يتم إلا إذا كان قادراً على جميع الممكنات ، ثم إنه استدل على كونه عالماً بجميع المعلومات بقوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ } وذلك يدل على كمال علمه ، وإثبات كونه عالماً لا يجوز أن يكون بالسمع ؛ لأن معرفة صحة السمع موقوفة على العلم بكونه تعالى عالماً ما بجميع المعلومات ، وإنما الطريق إليه بالدليل العقلي ، وذلك بأن نقول : إن أفعال الله محكمة متقنة والفعل المُحْكَم المتقَن يدل على كون فاعله عالماً ، وإذَا كان دليل كونه تعالى عالماً ما ذكرنا ، فحين ادعى كونه عالماً بجميع المعلومات بقوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ } [ أتبعه ] {[5030]} بالدليل العقلي ، وهو أنه يُصَوِّرُ في ظلمات الأرحام هذه البنيةَ العجيبةَ ويركبها تركيباً غريباً من أعضاء مختلفة في الشكل والطبع والصفة ، فبعضها أعصاب ، وبعضها أوردة ، وبعضها شرايين ، وبعضها عضلات ، ثم إنه ضَمَّ بعضها إلى بعض على أحسن تركيب وأكمل تأليف ، وذلك يدل على كمال قدرته ، حيث قدر أن يخلق من قطرة من نطفةٍ هذه الاعضاءَ المختلفةَ في الطبع والشكل واللون ، فدلَّ هذا الفعلُ المُحْكَم المتقَن على كمال علمه وقدرته .

قوله : { فِي الأَرْضِ } يجوز أن يتعلق ب " يَخْفَى " ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه صفة ل " شيء " .

فصل

المراد بقوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ } أي : لا يخفى عليه شيء .

فإن قيل : ما فائدة قوله : { فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ } مع أنه لو أطلق لكان أبلغ ؟

فالجواب : أن الغرض منه إفهام العباد كمال علمه ، وفهمهم هذا المعنى عند ذكر السماوات والأرض أقوى ؛ لأن الحس يرى عظمة السماوات والأرض ، فيُعين العقل على معرفة عظمة علم الله تعالى ، والحس متى أعان العقل على المطلوب كان الفهم أتم ، والإدراك أكمل ، ولذلك فإن{[5031]} المعانيَ الدقيقةَ إذا أريد إيضاحُها ذُكِر لها مثال ؛ فإن المثال يُعِين على الفهم .

قوله : { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ } تحتمل هذه الجملة أن تكون مستأنفةً سيقت لمجرد الإخبار بذلك ، وأن تكون في محل رفع خبراً ثانياً لإنَّ .

قوله : { فِي الأَرْحَامِ } يجوز أن يتعلق ب " يُصَوِّرُكُمْ " وهو الظاهر ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من مفعول " يُصَوِّرُكُمْ " أي : يصوركم وأنتم في الأرحام مُضَغٌ .

وقرأ طاوسُ{[5032]} : تَصَوَّرَكُمْ - فعلاً ماضياً - ومعناه : صوركم لنفسه ، ولتعبدوه ، وتَفَعَّل يأتي بمعنى فَعَّل ، كقولهم : تأثلث مالاً ، وأثَّلته ، أي : جعلته أثلة أي : أصلاً ، والتصوير : تفعيل من صاره ، يصوره ، أي : أماله وثناه ، ومعنى صوره : جعل له صورة مائلة إلى شكل أبويه .

والصورة : الهيئة يكون عليها الشيء من تأليف خاص ، وتركيب منضبط ، قاله الواحدي وغيره .

والأرحام : جمع رحم ، وأصلها الرحمة ، وذلك لأن الاشتراك في الرحم يوجب الرحمة ، والعطف ، فلهذا سُمِّيَ العُضْوُ رَحِماً .

قوله : { كَيْفَ يَشَآءُ } فيه أوجه :

أظهرُها : أنَّ " كَيْفَ " للجزاء ، وقد جُوزِيَ بها في لسانهم في قولهم : كيف تَصْنَعُ أصنع ، وكيف تكونُ أكونُ ، إلا أنه لا يُجْزَمُ بهما ، وجوابها محذوف ؛ لدلالة ما قبلها عليه ، وكذلك مفعول " يشاء " لما تقدم أنه لا يُذْكَر إلا لغرابة والتقدير : كيف يشاء تصويركم يصوركم ، فحذف تصويركم ؛ لأنه مفعول " يَشَاءُ " ويصوركم ؛ لدلالة " يُصَوِّرُكُمْ " الأول عليه ، ونظيره قولهم : أنت ظالم إن فعلتَ ، تقديره : أنت ظالم إن فعلتَ فأنتَ ظالمٌ .

وعند مَنْ يُجيز تقديمَ الجزاء في الشرط الصريح يجعل " يُصَوِّرُكُمْ " المتقدم هو الجزاء ، و " كَيْفَ " منصوب على الحال بالفعل بعده ، والمعنى : على أي حالٍ شاء أن يصوركم صوركم ، وتقدم الكلام على ذلك في قوله " كيف تكفرون{[5033]} " ولا جائز أن يكون " كَيْفَ " معمولة " يُصَوِّرُكُمْ " ؛ لأن لها صدرَ الكلام ، وما له صدر الكلام لا يعمل فيه إلا أحدُ شيئين : إما حرف الجر نحو بمن تمر ؟ وإما المضاف نحو غلامُ مَنْ عندَك ؟

الثاني : أن يكون " كَيْفَ " ظرفاً ل " يَشَاءُ " والجملة في محل نصب على الحال من ضمير اسم الله تعالى ، تقديره : يصوركم على مشيئته ، أي : مُريداً .

الثالث : كذلك إلا أنه حال من مفعول " يُصَوِّرُكُمْ " تقديره : يصوركم متقلبين على مشيئته .

ذكر الوجهين أبو البقاء{[5034]} ، ولما ذكر غيره كونها حالاً من ضمير اسم الله تعالى قدرها بقوله : يصوركم في الأرحام قادراً على تصويركم مالكاً ذلك .

الرابع : أن تكون الجملة في موضع المصدر ، المعنى : يصوركم في الأرحام تصوير المشيئة كما يشاء قاله الحوفي ، وفي قوله : الجملة في موضع المصدر تسامح ؛ لأن الجمل لا تقوم مقام المصادر ، ومراده أن " كَيْفَ " دالة على ذلك ، ولكن لما كانت في ضِمْن الجملة نسب ذلك إلى الجملة .

فصل في معنى الآية

معنى : { يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ } ذكراً أو أنثى ، أبيضَ أو أسودَ ، حسناً أو قبيحاً ، تاماً أو ناقصاً ، وقد ذكرنا أن هذا رَدٌّ على وفد نجران ؛ حيث قالوا : عيسى ولد الله وكان يقول : كيف يكون ولده وقد صوره في الرحم ؟ ثم إنه لما أجاب عن شبهتهم أعاد كلمة التوحيد ؛ زَجْراً للنصارى عن قولهم بالتثليث فقال : { لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } و " الْعَزِيزُ " إشارة إلى كمال القدرةِ ، يعني أن قدرته أكمل من قدرة عيسى على الإماتة والإحياء ، و " الْحَكِيمُ " إشارة إلى كمالِ العلم ، يعني : أن علمه أكملُ من علم عيسى بالغيوبِ ؛ فإن علمَ عيسى ببعض الصُّوَرِ ، وقَدرته على بعض الصور لا يدل على كونه إلهاً ، وإنما الإله هو الذي يكون قادراً على كل الممكناتِ ، عالماً بجميع الجزئيات والكليات .

قال عبد الله بن مسعود : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادقُ المصدوقُ - " إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطن أمه أرْبَعِينَ يَوْماً نُطْفَةً ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةٌ مثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةٌ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يُرْسَل إلَيْهِ المَلَكُ ، فَيَنْفُخُ فِيه الرُّوحَ ، وَيُؤمَرُ بأرْبَعِ كَلِمَاتٍ : بِكَتْبِ رِزْقِهِ ، وَعَمَلِهِ ، وَأجَلِهِ ، وَشَقِيّ أوْ سَعِيد ، فَوَالَّذِي لاَ إلَه غَيْرَهُ إنَّ أحدَكُم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ الْجَنَّةِ حَتَى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلَهَا ، وَإنَّ أحَدَكُمُ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ ، فَيَسبقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلَهَا{[5035]} " .

وعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحم بِأرْبَعِينَ أوْ خَمْسَةٍ وَأرْبَعِينَ يَوْماً ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ ؟ فَيُكْتَبَانِ ، فَيَقُول : أيْ رَبِّ أذَكَرٌ أوْ أنْثَى ؟ فَيُكْتَبَان ، وَيُكْتِبُ عَمَلُهُ ، وَأثَرهُ ، وَأجَلُهُ ، ورِزْقُهُ ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ ، فَلاَ يُزَادُ فِيهَا وَلاَ يُنْقَصُ{[5036]} " .


[5027]:في أ: وكيف المعلوم.
[5028]:سقط في أ.
[5029]:سقط في أ.
[5030]:في أ: استدل عليه.
[5031]:في أ: كان.
[5032]:ينظر: الكشاف 1/336، والبحر المحيط 2/395، والدر المصون 2/12.
[5033]:سورة البقرة آية (28).
[5034]:ينظر: الإملاء 1/123.
[5035]:أخرجه البخاري (4/230) كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة (3208)، (8/219) كتاب القدر باب رقم (1) رقم (6594)، (9/242) كتاب التوحيد باب: "ولقد سبقت كلمتنا" (7454) ومسلم (16/189 -195- نووي).
[5036]:أخرجه مسلم (16/193- نووي) كتاب القدر باب كيفية الآدمي في بطن أمه وأحمد (4/7) والحميدي في "مسنده" (826) والطبراني في "الكبير" (3/195) والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/278) وابن عساكر (4/96) –تهذيب).