تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (6)

الآية 6 وقوله تعالى : { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } فيه دليل نقض من يقول بالقائف{[3593]} لأنه جعل علم التصوير في الأرحام لنفسه ، لم يجعله{[3594]} لغيره ، كيف عرف القائف تصوير الأول ؟ حين قال الله : إنه على تصويره ، وإنه من مأتاته{[3595]} .

ثم اختلف في خلق الأشياء : قال بعضهم [ الخلق خلق ]{[3596]} الفروع من الأصول ، وهن أسباب للفروع ، وقال آخرون : يكون بأسباب وبغير أسباب . فإن كانت بعض الأشياء تكون بأسباب من نحو الإنسان من النطفة ؛ إلا أن النطفة تتلف ، فتكون علقة ثم مضغة ، فدل أنه يخلق كيف شاء ؟ من شيء بسبب وبغير سبب ، وهو القادر على ذلك ، وبالله التوفيق .


[3593]:القائف: من يعرف الآثار.
[3594]:في الأصل وم: يجعل.
[3595]:مأتاته: جهته.
[3596]:في الأصل وم: لخلق.