ثم أخبر سبحانه عن تَصْويره للبَشَرِ في أرحامِ الأمَّهاتِ ، وهذا أمر لا ينكرُهُ عاقلٌ ، ولا ينكر أنَّ عيسى وسائر البَشَر لا يقْدِرُونَ عليه ، ولا ينكر أنَّ عيسى من المصوَّرِينَ كغيره من سائرِ البَشَر ، فهذه الآية تعظيمٌ للَّه جلَّتْ قُدْرته ، في ضِمْنِها الرَّدُّ على نصارى نَجْران ، وفي قوله : { إِنَّ الله لاَ يخفى عَلَيْهِ شَيْءٌ } وعيدٌ ، وشرح النبيُّ صلى الله عليه وسلم كيفيَّة التصْويرِ في الحديثِ الَّذي رواه ابنُ مَسْعُودٍ وغيره : ( إنَّ النُّطْفَةَ ، إِذَا وَقَعَتْ فِي الرَّحِمِ ، مَكَثَتْ نُطْفَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ تَكُونُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكاً ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَذَكَرْ أَمْ أنثى ؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ؟ ) الحديث بطوله على اختلاف ألفاظه ، وفي مسندِ ابن «سِنْجَر » حديثٌ ، ( إنَّ اللَّهَ سُبْحَانه يَخْلُقُ عِظَامَ الجَنِينِ ، وَغَضَارِيفَهُ مِنْ مَنِيِّ الرَّجُلِ ، وَلَحْمَهُ وَشَحْمَهُ وَسَائِرَ ذَلِكَ مِنْ مَنِيِّ المَرْأَةِ ) ، وَصَوَّرَ : بناءُ مبالغةٍ من صَارَ يَصُورُ ، إِذا أمال وثنى إلى حالٍ مَّا ، فلما كان التصويرُ إمالةً إلى حال ، وإِثباتاً فيها ، جاء بناؤه على المُبَالغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.