فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (6)

قوله : { هُوَ الذي يُصَوّرُكُمْ فِي الأرحام كَيْفَ يَشَاء } أصل اشتقاق الصورة من صاره إلى كذا أي : أماله إليه ، فالصورة مائلة إلى شبه وهيئة ، وأصل الرحم من الرحمة ؛ لأنه مما يتراحم به ، وهذه الجملة مستأنفة مشتملة على بيان إحاطة علمه ، وأن من جملة معلوماته ما لا يدخل تحت الوجود ، وهو : تصوير عباده في أرحام أمهاتهم من نطف آبائهم كيف يشاء من حسن ، وقبيح ، وأسود ، وأبيض ، وطويل ، وقصير . و { كيف } معمول يشاء ، والجملة حالية .

/خ6