وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أهل الجنة حين دخلوا الجنة { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : هم قوم كانوا في الدنيا يخافون الله ، ويجتهدون له في العبادة سراً وعلانية ، وفي قلوبهم حزن من ذنوب قد سلفت منهم ، فهم خائفون أن لا يتقبل منهم هذا الاجتهاد من الذنوب التي سلفت . فعندها { قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور } غفر لنا العظيم ، وشكر لنا القليل من أعمالنا .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : حزن النار .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله { الذي أذهب عنا الحزن } قال : ما كانوا يعملون .
وأخرج الحاكم وأبو نعيم وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « المهاجرون هم السابقون الْمُدِلُّون على ربهم ، والذي نفس محمد بيده إنهم ليأتون يوم القيامة على عواتقهم السلاح ، فيقرعون باب الجنة ، فتقول لهم الخزنة ، من أنتم ؟ فيقولون : نحن المهاجرون فتقول لهم الخزنة : هل حوسبتم ؟ فيجثون على ركبهم ويرفعون أيديهم إلى السماء فيقولون : أي رب أبهذه نحاسب ؟ ! قد خرجنا وتركنا الأهل والمال والولد ، فيمثل الله لهم أجنحة من ذهب ، مخوّصة بالزبرجد والياقوت ، فيطيرون حتى يدخلوا الجنة فذلك قوله { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } إلى قوله { ولا يمسنا فيها لغوب } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهم بمنازلهم في الجنة أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا » .
وأخرج ابن المنذر عن شمر بن عطية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « حيث دخلوا الجنة { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : حزنهم هو الحزن » .
وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : الجوع .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : طلب الخبز في الدنيا ، فلا نهتم له كاهتمامنا له في الدنيا طلب الغداء والعشاء .
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال : ينبغي لمن يحزن أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة ، لأنهم قالوا { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } وينبغي لمن يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة ، لأنهم { قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } [ الطور : 26 ] .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : حزن الطعام { إن ربنا لغفور شكور } قال : غفر لهم الذنوب التي عملوها ، وشكر لهم الخير الذي دلهم عليه ، فعملوا به ، فأثابهم عليه .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي رافع رضي الله عنه قال : يأتي يوم القيامة العبد بدواوين ثلاثة : بديوان فيه النعم . وديوان فيه ذنوبه . وديوان فيه حسناته . فيقال لأصغر نعمة عليه : قومي فاستوفي ثمنك من حسناته ، فتقوم فتستوهب تلك النعمة حسناته كلها ، وتبقي بقية النعم عليه وذنوبه كاملة . فمن ثم يقول العبد إذا أدخله الله الجنة { إن ربنا لغفور شكور } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.