إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ} (34)

{ وَقَالُواْ } أي يقولون وصيغةَ الماضي للدِّلالةِ على التَّحقُّقِ { الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن } وهو ما أهمَّهم من خوفِ سوءِ العاقبةِ وعن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما : حَزَنُ الأعراضِ والآفاتُ ، وعنه حَزَنُ الموتِ وعن الضَّحَّاكِ : حَزَنُ وسوسةِ إبليسَ . وقيل : همُّ المعاشِ ، وقيل : حَزَنُ زوالِ النِّعمِ . والظَّاهرُ أنَّه الجنسُ المنتظمُ لجميعِ أحزانِ الدِّينِ والدُّنيا . وقرئ الحُزْنَ وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : ( ليسَ على أهلِ لا إله إلا الله وحشةٌ في قبورِهم ولا في محشرِهم ، ولا في مسيرِهم وكأنِّي بأهل لا إله إلا الله يخرجُون من قبورِهم ينفضُون التُّرابَ عن وجوهِهم ويقولُون الحمدُ لله الذي أذهبَ عنَّا الحَزَنَ ) { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ } أي للمذنبينَ { شَكُورٌ } للمطيعينَ .