ثم قال تعالى : { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } .
قال ابن عباس : الحزن : حزن دخول النار {[56230]} ، وهو قول الحسن {[56231]} وقال عطية {[56232]} الحزن : الموت {[56233]} .
وقال شمر {[56234]} : الحزن : حزن الخبر {[56235]} .
وقال قتادة : كانوا في الدنيا يعملون وينصبون وهم في حزن فحمدوا الله على ذهاب ما كانوا فيه {[56236]} .
وروى أبو الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أما الظالم لنفسه فيصيبه في ذلك المكان من الغم والحزن فذلك قولهم : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " {[56237]} يعنون ما كانوا فيه في الموقف من الخوف .
وقال الزجاج : معناه الذي أذهب عنا الغم بالمعيشة ، والخوف من العذاب وتوقع الموت {[56238]} . وقيل : هو عام في جميع الحزن {[56239]} .
وقيل : الحزن هو أعمال عملوها من الخير فكانوا تحت خوف منها أن تقبل منهم أو لا تقبل ، فلما قبلت حمدوا الله على ذلك .
وروى زيد بن أسلم {[56240]} عن ابن عمر أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة {[56241]} في قبورهم ولا يوم نشورهم ، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب / عن رؤوسهم يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " {[56242]} .
ثم قال : { إن ربنا لغفور شكور } قيل : إنه من قول الثلاثة الأصناف .
قال قتادة : غفور لذنوبنا شكور لحسناتنا {[56243]} .
قال شمر : غفر لهم ما كان من ذنب وشكر لهم ما كان من عمل {[56244]} . وقيل : هو من قول الظالم لنفسه ، أي : غفر الذنب الكثير وشكر العمل القليل .
رواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم ذكره في قوله : { أورثنا الكتاب } .
وذكر ابن وهب عن أبي رافع {[56245]} أنه قال : بلغنا أنه يجاء لابن آدم يوم القيامة بثلاثة دواوين ، ديوان فيه الحسنات ، وديوان فيه النعم ، وديوان فيه السيئات ، فيقال لأصغر تلك النعم : قومي فاستوفي ثمنك من الحسنات فتستوعب عمله ذلك كله فتبقى ذنوبه والنعم كما هي ، فمن ثم يقول العبد : { إن ربنا لغفور شكور } {[56246]} .
وعن ابن عباس أنه قال : السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب ، والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا ، والظالم لنفسه يحاسب حسابا شديدا ويحبس حبسا طويلا . فإذا أدخل هؤلاء الظلمة لأنفسهم الجنة قالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن الذي كنا [ فيه ] {[56247]} حين حبسنا إن ربنا لغفور شكور ، غفر الذنوب العظيمة وشكر العمل القليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.