النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ} (34)

قوله عز وجل : { وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ } فيه تسعة تأويلات :

أحدها : أنه خوف النار ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه حزن الموت ، قاله عطية .

الثالث : تعب الدنيا وهمومها ، قاله قتادة .

الرابع : حزن المنّة ، قاله سمُرة .

الخامس : حزن الظالم لما يشاهد من سوء حاله ؛ قاله ابن زيد .

السادس : الجوع حكاه النقاش .

السابع : خوف السلطان ، حكاه الكلبي .

الثامن : طلب المعاش ، حكاه الفراء .

التاسع : حزن الطعام ، وهو مأثور .

ويحتمل عاشراً : أنه حزن التباغض والتحاسد لأن أهل الجنة متواصلون لا يتباغضون ولا يتحاسدون .

وفي وقت قولهم لذلك قولان :

أحدهما : عند إعطاء كتبهم بأيمانهم لأنه أول بشارات السلامة ، فيقولون عندها : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ } .

الثاني : بعد دخول الجنة ، قاله الكلبي ، وهو أشبه لاستقرار الجزاء والخلاص من أهوال القيامة فيقولون ذلك عند أمنهم شكراً .