الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ} (34)

وقرىء : «الحزن » والمراد : حزن المتقين ، وهو ما أهمهم من خوف سوء العاقبة ، كقوله تعالى : { إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم } [ الطور : 26- 27 ] . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : حزن الاعراض والآفات . وعنه : حزن الموت . وعن الضحاك : حزن إبليس ووسوسته . وقيل : همّ المعاش . وقيل : حزن زوال النعم ، وقد أكثروا حتى قال بعضهم : كراء الدار ، ومعناه : أنه يعمّ كل حزن من أحزان الدين والدنيا . حتى هذا . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس على أهل لا إله إلاّ الله وحشة في قبورهم ولا في محشرهم ولا في مسيرهم ؛ وكأني بأهل لا إله إلاّ الله يخرجون من قبورهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " وذكر الشكور : دليل على أن القوم كثيرو الحسنات .