الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (125)

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { أتدعون بعلاً } قال : صنماً .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { أتدعون بعلاً } قال : رباً .

وأخرج ابن أبي حاتم وإبراهيم الحربي في غريب الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أنه أبصر رجلاً يسوق بقرة ، فقال : من بعل هذه ؟ فدعاه فقال : ممن أنت ؟ قال : من أهل اليمن . فقال : هي لغة { أتدعون بعلاً } أي رباً .

وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد رضي الله عنه ؛ استام بناقة رجل من حمير فقال له : أنت صاحبها ؟ قال : أنا بعلها ، فقال ابن عباس { أتدعون بعلاً } أتدعون رباً . ممن أنت ؟ قال : من حمير .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال : مر رجل يقول : من يعرف البقرة ؟ فقال رجل : أنا بعلها فقال له ابن عباس رضي الله عنهما : تزعم أنك زوج البقرة ؟ قال الرجل : أما سمعت قول الله { أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين } قال : تدعون بعلاً ، وأنا ربكم فقال له ابن عباس رضي الله عنهما : صدقت .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { أتدعون بعلاً } قال : رباً بلغة ازدة شنوأة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله { أتدعون بعلاً } قال : صنماً لهم ، كانوا يعبدونه في بعلبك ، وهي وراء دمشق ، فكان بها البعل الذي يعبدونه .

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { أتدعون بعلاً } قال : ربا باليمانية يقول الرجل للرجل : من بعل الثوب ؟ .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قيس بن سعد قال : سأل رجل ابن عباس رضي الله عنه عن قوله { أتدعون بعلاً } فسكت عنه ابن عباس رضي الله عنهما ، ثم سأله ، فسكت عنه ، فسمع رجلاً ينشد ضالة ، فسمع آخر يقول : أنا بعلها . فقال ابن عباس : أين السائل ؟ اسمع . ما يقول السائل . أنا بعلها . أنا ربها { أتدعون بعلاً } أتدعون ربا .