السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (125)

ولما خوفهم على سبيل الإجمال ذكر ما هو السبب لذلك التخويف بقوله تعالى : { أتدعون بعلاً } اسم لصنم لهم من ذهب وبه سميت البلد أيضاً مضافاً إلى بك أي : أتعبدونه أو تطلبون الخير منه ، وقيل : البعل الرب بلغة اليمن سمع ابن عباس رجلاً منهم ينشد ضالة فقال آخر : أنا بعلها فقال : الله أكبر وتلا الآية ، ويقال : من بعل هذه الدار أي : من ربها ، وسمي الزوج بعلاً لهذا المعنى قال الله تعالى { وبعولتهن أحق بردّهن } ( البقرة : 228 ) وقالت امرأة إبراهيم { وهذا بعلي شيخاً } ( هود ، 82 ) والمعنى : أتدعون بعض البعول { وتذرون } أي : وتتركون { أحسن الخالقين } فلا تعبدونه ، وقرأ ابن ذكوان بهمزة الوصل من إلياس في الوصل فإن ابتدأ بها ابتدأ بفتحها ، والباقون بهمزة مكسورة وصلاً وابتداء .